وقوله: ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ) .
ذلك ضرب من العتاب الرقيق يخاطب به الله المؤمنين أولي أحد .أولئك الذين حملوا النبي صلى الله عليه و سلم على القتال وألحوا عليه بالخروج لملاقاة المشركين خارج المدينة .وقد كانوا يتسوقون لملاقاتهم في وقعة ثانية كوقعة بدر ،خصوصا أولئك الذين فاتهم شرف الجهاد في بدر .لقد تمنى هؤلاء القتال والشهادة في سبيل الله من قبل ،فلما كان يوم أحد انهزموا ولم يثبت منهم إلا نفر قليل من الخيار الأشاوش من الصحابة مثل أنس بن النضر عم أنس بن مالك ،فإنه لما انكشف المسلمون قال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء .وباشر القتال وقال: إيْهاً إنها ريح الجنة !إني لأجدها .ومضى حتى استشهد .قال أنس: فما عرفناه إلا ببنانه ووجدنا فيه بضعا وثمانين جراحة .وفيه في أمثاله نزل قوله تعالى: ( رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه ) .
قوله: ( وأنتم تنظرون ) الواو واو الحال ،والجملة بعدها في محل نصب حال لرؤية القتال ،أي رأيتم القتال أو ما هو سبب للموت ( وأنتم تنظرون ) تكرير بمعنى التأكيد .