/م139
مزاعم جوفاء
ثمّ إنه كان هناك جماعة من المسلمينبعد معركة «بدر » واستشهاد فريق من أبطال الإسلاميتمنون الموت في أحاديثهم ومجالسهم ويقولون: ليتنا نلنا الشهادة في «بدر » ،ومن الطبيعي أن يكون بعض تلك الجماعة صادقين في تمنيهم والبعض الآخرون كاذبين يتظاهرون بهذه الأمنية ،أو يجهلون حقيقة أنفسهم ،ولكن لم يلبث هذا الوضع طويلاً ،فسرعان ما وقعت معركة أُحد الرهيبة المؤلمة ،فقاتل المجاهدون الصادقون بشهامة وبسالة وصدق وكرعوا كؤوس الشهادة ،وحققوا أمانيهم ،ولكن الذين كانوا يتمنونها كذباً وتظاهراً ما إن رأوا علائم الهزيمة التي لحقت بالجيش الإسلامي في تلك الواقعة حتّى فروا خوفاً وجبناً ،وظنا بنفوسهم وأرواحهم ،تاركين الساحة للعدو الغاشم ،فنزلت هذه الآية توبخهم وتعاتبهم إذ تقول: ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه ،فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ) فلماذا فررتم وهربتم من الشيء الذي كنتم تتمنونه طويلاً وكيف يفر المرء من محبوبه ،وهو يراه وينظر إليه ؟
/خ143