قوله( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم ): وهو سبحانه الذي يقرر تخليق الإنسان في الرحم فيعطيه من الصورة والهيئة والكيفية مثلما يريد .وذلك من حيث اللون والطول والوسامة والدمامة والكيس والعجز .وكذلك مآله في الآخرة سواء كان شقيا أم سعيدا ،وغير ذلك من مقدورات كتبها الله في حق الإنسان .
وفي التنويه بالتصوير في الأرحام تذكير بحقيقة العبودية الكاملة في حق المسيح عليه السلام .وذلك ردّ واضح لافتراء أهل الكتاب بأن عيسى هو الله أو أنه ابن الله .تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،بل إن عيسى بشر من البشر وإنسان من الأناسي لا يفوق غيره من الناس إلا بفضيلة النبوة الكريمة ومزية النفخ من روح الله{[393]} .