{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ} فهو الذي يبدع وجودكم بكل خصائصه ويمنحكم الصورة التي يشاءها بحكمته ،وأنتم أجنّة في بطون أمهاتكم ،من ذكورية وأنوثية ،وجمال وقبح ،وطول أو قصر ،أو ذكاء وبلادة ،أو حدّةٍ أو برودة ،في صورة مادية أو معنوية{لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} الخالق الباري المبدع المصور ،فلا يشاركه في خلقه أحد ،ولا يساعده في إبداع الصورة غيره{الْعَزِيزُ} في سلطانه{الْحَكِيمُ} في أفعاله ،فلا يصدر منه إلا ما كان في عمق الحكمة التي تضع الأمور في مواضعها وتبدع الأشياء بأسرارها .
وهكذا تنطلق الوحدانية الإلهية في وعي وجدان الإنسان لينفتح على الله وحده في كل أموره ،وليراقبه في كل حركاته وسكناته ،وليشكره على جميع نعمه في وجوده ،فليست هناك نعمة إلا منه ،فهو الأول والآخر في كل وجود الإنسان أولاً وأخيراً .