قوله: ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) تلبسون من اللبس بالضم بمعنى الشبهة والخلط .والتلبيس: التخليط والتدليس نقول: في الأمر ليس أي إشكال ،والتبس الأمر أي أشكل{[491]} .
وإلباس الحق بالباطل معناه خلط الحق بالباطل ليختفي الحق نفسه فلا يظهر .وذلك بإلقاء الشبهات من حول الإسلام فيصار به إلى الخفاء والتعمية ليظهر بعد ذلك في صورة من صور الباطل ،بما يثير في النفس الريبة والشك ونحو هذا الدين .
قوله: ( وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) أي يكتمون نبوة محمد صلى الله عليه و سلم وما ورد من صفات له في التوراة والإنجيل بما يقطع أنه رسول الله إل البشرية كافة ،لكنكم – أيها اليهود والنصارى- قد جحدتم كل ذلك وجعلتموه طي الخفاء والكتمان ( وأنتم تعلمون ) أي أنتم عالمون بما تقارفونه من خلط وتلبيس وافتراء على الإسلام وعلى نبيه عليه الصلاة والسلام .عالمون بأن هذا النبي حق وأن ما جاءكم به من دين لهو الحق .وعالمون أيضا بفداحة فعلتكم النكراء وهي تلبيس الحق وكتمانه .