{ يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل} أي تخلطون الحق الذي جاء به الأنبياء ونزلت به الكتب وهو عبادة الله وحده وعمل البر والخير والبشارة بنبي من بني إسماعيل يعلم الناس الكتاب والحكمةلم تخلطون هذا بالباطل الذي ألحقه به أحباركم ورهبانكم من التأويلات والآراء وتجعلون كل ذلك دينا يجب اتباعه ويحسب أنه من عند الله كما قال تعالى في آية أخرى تأتي:{ ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله} [ آل عمران:78] فلبس الحق بالباطل عام يشمل كل ما ذكر وقيل هو خاص بالعقائد والأحكام وقوله:{ وتكتمون الحق وأنتم تعلمون} خاص بالبشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم .والصواب أن هذا عام أيضا .فإنهم كانوا يكتمون بعض الأحكام اتباعا للهوى ، فيجعلون الكتاب قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا ويأكلون بذلك السحت وقد بين الله لهم على لسان رسوله كثيرا مما يخفون من الكتاب كما سيأتي في سورة المائدة وغيرها إن شاء الله تعالى .
والآية حجة على الحشوية المقلدين من هذه الأمة الذين يخلطون الحق المنزل بآراء الناس ويجعلون كل ذلك دينا سماويا وشرعا إلهيا .