ثم إنه تعالى ناداهم مبينا لهم حقيقة ما هم فيه من الضلال لعلهم يلتفتون إلى أنفسهم التي شغلوا عنها بمحاولة إضلال غيره فقال:{ يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون} .ذهب الرازي على أن هذه الآية موجهة إلى الطائفة العارفة بما في التوراة من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وما قبلها موجهة إلى غير العارفين بذلك فآيات الله على هذا هي البشارات التي في التوراة ومثلها بشارات الإنجيل واللفظ عام يشمل ما في الكتابين .والكفر بها عبارة عن عدم العمل بها .والمختار عندي أن الخطاب هنا موجه إلى جميع أهل الكتاب والآيات عامة في كل ما يدل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقة ما جاء به من القرآن وغيره .وقد كانوا يشهدون هذه الآيات معنى وحسا .وفي الاستفهام من التوبيخ لهم والنعي عليهم ما يليق بمن يكابر الوجود ويجحد المشهود .