قوله:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} القصد في اللغة ،بين الإسراف والتقتير .{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي أرْبعْ على نفسك{[3653]} والمراد بالقصد في المشي التوسط فيه ؛ليكون ما بين الإسراع والبطء .وذلك من مكارم الأخلاق ومن صفات المؤمنين المتواضعين ؛إذ يمشون في الأرض مشية الوقار والاعتدال بعيدا عن رعونة السرعة واختيال البطء .
قوله:{وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} غض الصوت خفضه{[3654]} والمراد عدم المبالغة في رفع الصوت والجهر به وإنما يجهر بصوته مقدار ما يحتاجه السامع .
قوله:{إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} ذلك مثل في ذم الأصوات العالية من غير حاجة أو فائدة ؛فقد شبّه حديث المتصايحين الذين يتخاطبون بأعلى الأصوات بصوت الحمير ؛وذلك لقبح صوت الحمير وبشاعته وهو نهيقه أو نُهاقُه .لا جرم أن نهيق الحمير قبيح ومنفر .وفي ذلك روى النسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه ومسلم قال:"إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ،وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان ؛فإنها رأت شيطانا "{[3655]} .