قوله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} .
المراد بالمتولي المستكبر هو الذي يشتر يلهو الحديث لإضلال الناس به عن دين الله وعن صراطه القويم ؛فهو إذا تليت عليه آيات الكتاب الحكيم وما تضمنه من معاني التذكير أو التحذير أو الترهيب{وَلَّى مُسْتَكْبِرًا} أي تولى عنها مدبرا إدبارا ،وأعرض عن سماعها مستكبرا استكبارا .أولئك هم المضلون من أهل الملاهي والمعازف والغناء المبتذل الفاجر ،فقد استغلقت قلوبهم أيما استغلاق ،واستعصت طبائعهم الكزّة على الاستجابة لكلمات الله ،أو الحنين لسماع الآيات الباهرة من آيات الذكر الحكيم .فهم بإيغالهم في اللهو الفاسد المحرم قد فسدت فيهم القلوب حتى حيل بينها وبين التأثر بكلمات القرآن ،فأدبروا منقلبين مستكبرين كأنهم لم يسمعوا شيئا .وهو قوله:{كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا}
الوقر ،بالفتح ،معناه الثقل في الأذن .وبالكسر ،الحمل{[3636]} أي كأن هذا المعرض المستكبر لم يسمع آيات الله كأن في أذنيه ثقلا وصمما فلا يستطيع السمع .
قوله:{فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} أي بشر هذا المعرض المستكبر الذي تولى مدبرا نافرا من سماع القرآن ،بالعذاب المهين يوم القيامة وهو عذاب النار .