{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آياتُنَا} ليستمع إليها ويتأملها ويفكر فيها ،ليكتشف من خلالها آفاق الحق والخير في آفاق الله ،وليعرف في مضمونها الخط الفاصل بين الحق والباطل{وَلَّى مُسْتَكْبِراً} في حركةٍ سريعةٍ هاربةٍ لا تتوقف عند نداء العقل ودعوة الوجدان ،بل تثير الجوّ في صورة الإعراض الذي يوحي بالكبرياء المتمرّدة على الرسل في موقف استكبارٍ ساذج ،تحت تأثير الفكرة التي تخيّل إليهفي طبيعتهاأنه أكبر من أن يسمع كلام الموعظة ،فيتحرك{كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً} وضجيجاً يمنعه من السماع والتركيز على ما يسمع{فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} لأن ذلك هو ما ينتظره في مقابل هذا الموقف الأرعن المستكبر .