قوله تعالى:{وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ ( 10 ) قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} .
يتساءل المشركون الضالون ،على سبيل التكذيب والاستبعاد قائلين: أئذا متنا ،وتمزقت أجسادنا ،وصرنا ترابا ،واختلطت أعضاؤنا وأجزاؤنا بتراب الأرض فغبنا فيها متفرقين{أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} يعني أنبعث خلقا جديدا بعد أن تبعثرت أجسادنا وصرنا ترابا ؟!وهذه مقالة المشركين المرتابين يرددونها في كل زمان ،سواء في الزمن الغابر ،إذ الجهالة والضلالة والسفه يغشى عقول الجاحدين ويضلهم ضلالا .أو في الأزمنة المتعاقبة الأخرى ؛إذ اللهو والغرور والانغماس في الشهوات والملذات والانشداد اللهوي الذي أفسد الفطرة ،واستحوذ على القلوب والعقول جميعا .أولئك جميعا ينظرون إلى الساعة بمنظار الريبة والإهمال ليبوءوا أخيرا بالويل والخسران في الدارين ،دار الدنيا ودار الآخرة .
قوله:{بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أضرب عن ذكر كفرهم بالبعث إلى ما هو أفظع وأشد وهو كفرهم بكل أحداث العاقبة وليس البعث وحده .