وتدخل الآيات في أجواء الحديث عن منطق المنكرين لليوم الآخر وعن المنطق الإيماني ،وعن النتائج السلبية التي يلتقيها الرافضون ليوم القيامة{وَقَالُواْ أَئذَا ضَلَلْنَا فِي الاَْرْضِ أَئنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} ووضعنا في داخلها أو في سطحها ،وضاعت كل ملامحنا ،في ما يتفتت من أجسادنا ،حتى يتحول إلى تراب ضائع في الأرض كأيّ تراب آخر ليس فيه نبضةٌ من حياةٍ ،ولا ملامح مشروع بشريٍّ{أَئِنَّا لَفي خَلْقٍ جَدِيدٍ} تتجدد فيه أجسامنا لتأخذ شكلها الطبيعي وحيويتها الروحية وروحيتها الفاعلة في الوجود ،تماماً كما هو الخلق في الماضي في حيويته وفي حركيته ،هل هذه فرضيّةً معقولةً في حساب التحليل العقلي للإنسان ؟
ولكن الله يرد عليهم الفكرة بالتأكيد على خلفية الفكرة الرافضة أو الشاكة{بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} فهم يكفرون بالموقف بين يدي الله للحساب الذي يفرض عليهم الإيمان به أن يلتزموا خط الإيمان ومسؤوليته ،وأن يواجهوا التحدي الرسالي وجهاً لوجه .أمّا مسألة استبعاد الخلق الجديد فليست من المسائل المطروحة عندهم للفكر الجدّي الذي يدفع إلى الحوار في الأساس والتفاصيل ،في ما تلخِّصه الفكرة القرآنية المتكررة القائلة بأن الله القادر على الإِيجاد هو القادر على الإعادة ،فأين الاستبعاد في موقعه الفكري السليم ؟