{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ} فصار خلقاً سوياً متحركاً بالحياة في كل خلايا جسده ،فهل عرفتم أيُّها الناس نعمة الله عليكم في عملية الخلق ،وهل تتأملون في تفاصيل وجودكم التي لولاها لما استطعتم أن تشعروا بقيمته وبحيويته وباستمراره ؟{وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالاَْبْصَارَ وَالاَْفْئِدَةَ} وهي العقول التي تدير الوجود كله من خلال أدوات السمع والبصر والتفكير ،ولكن المشكلة هي أن القليل منكم هم الذين يلتفتون إلى هذه النعم ويشكرونها ،{قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} مما لا يتناسب مع الحجم الذي ينبغي لكم أن تقدموه من شكر الله على نعمه التي لا تحصى .