قوله تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} ذلك إخبار من الله جل جلاله أنه لم يكن أبا لزيد بن حارثة ولا لأحد من الرجال المعاصرين .
وإنه صلى الله عليه وسلم له ولد ذكر حتى بلغ الحلم ؛فقد ولد له القاسم والطيب والطاهر من خديجة ( رضي الله عنها ) فماتوا صغارا وولد لهم إبراهيم من مارية القبطية فمات كذلك رضيعا .وكان له من خديجة أربع بنات ،هن: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن أجمعين .
قوله:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}{رَسُولَ} ،منصوب على أنه خبر كان مقدرة ،وتقديره: ولكن كان محمد رسول الله .ومن قرأه بالرفع جعله خبرا لمبتدأ محذوف وتقديره ،هو رسول الله{[3751]} وهذه الآية تدل بالقطع على أنه لا نبي بعد رسول الله محمد الله صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين والمرسلين .وفي ذلك أخرج الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي "فشق ذلك على الناس فقال:"ولكن المبشرات "قالوا: يا رسول الله وما المبشرات ؟قال"رؤيا الرجل المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة "وغير ذلك من الأخبار كثير في نفي النبوة بعد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم .
قوله:{وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} أحاط الله بكل شيء علما .ومن جملة ذلك هذه الأخبار والأحكام التي بينها لعباده .