قوله:{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} أي حيل بين هؤلاء المشركين المكذبين وبين ما رغبوا فيه من الإيمان والتوبة لينجوا مما حل بهم من البلاء .
قوله:{كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} الأشياع جمع شيع ،وهذه جمع شيعة .فالأشياع جمع الجمع .وشيعة الرجل أتباعه وأنصاره .وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيع ،والمراد بأشياعهم هنا: أمثالهم من الشيع الماضية{[3833]}
والمعنى: أن الله فعل بهؤلاء المشركين المكذبين من التيئيس والحيلولة دون الرجوع إلى الدنيا ليتوبوا كما فعل بالأمم الماضية التي كذبت المرسلين فإنهم لما حاق بهم بأس الله تمنوا أنهم لو آمنوا ،فلم تنفعهم توبتهم ولم تغنهم أمانيهم من سوء المصير شيئا .
قوله:{إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} إنهم لفي شك من أمر الرسل وما أنزل الله إليهم من الحق ،وفي شك من أمر البعث والمعاد{مريب} أي موقِع لصاحبه في الريبة ،من قولهم: أراب الرجل إذا أتى ريبة وتلبّس بفاحشة{[3834]} .