قوله:{لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} أي لنيل مثل هذا النعيم الذي نحن فيه ،ينبغي أ يَنْصَبَ العباد ويبذلوا قصارى طاقاتهم ومقدورهم لفعل الطاعات والقُربات ،وليس للحظوظ الدنيوية السريعة الزوال ما ينبغي لذي عقل سليم ونفس سوية مستقيمة أ يُجهد نفسه كثيرا للحصول على حظوظ الدنيا ولذاتها ،فما الدنيا إلا حُطام داثر ،ما يلبث أن يتبدّد ويزول وإنما النباهة والسداد في ابتغاء مرضاة الله .وذلك يقتضي حرصا حقيقيّا كاملا ،وعملا متواصلا لا ينقطع من العبادة والطاعة للظفر برضوان الله والنجاة من غضبه وعقابه والفوز بنعيمه في الجنة مع النبيين والصديقين والأبرار وحَسَُنَ أولئك رفيقا .{[3956]}