قوله:{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي} أي استر علي ذنبي الذي فعلت{وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} أي اعطني من الملك ما ليس لأحد من بعدي .أو لا يُسلب منى كم سُلب{إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} الله الذي يهب الملك لمن يشاء من عباده وهو سبحانه بيده مقاليد كل شيء .
وإذا قيل: كيف يطلب سليمان الدنيا مع ذمِّها من الله تعالى ؟.أجيبَ بأن المراد بسؤاله الملك أن يتمكن به من أداء حقوق الله وإقامة حدوده وإنفاذه شرعه وأحكامه وتعظيم شعائره .ولا يتحقق ذلك إلا من جهة السلطان ؛فإنه بهيبته وجاهِهِ وبما لديه من قوة الدولة وسلطانها وعزها وعساكرها ،تسير الأمور والأحوال في ظل شريعة سيرا موصولا مستقيما وعلى ما يُرام .