/م34
المفردات:
لا ينبغي: لا يتيسّر .
من بعدي: من دوني
التفسير:
35-{قال ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب} .
قدّم سليمان طلب المغفرة من الله ،حتى يكون طاهرا ، لأنه قد يترك الأفضل والأولى ،فاحتاج إلى طلب المغفرة ،كما قالوا: حسنات الأبرار سيئات المقربين ،ولأن هذا في مقام التذلل والخضوع ،كما قال صلى الله عليه وسلم:"إني لأستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة".
{وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب} .
أي: هب لي ملكا لا يكون لأحد غيري لعظمه ،أي أن يكون زائدا على الممالك زيادة خارقة للعادة ،بالغة حدّ الإعجاز ،ليكون ذلك دليلا على نبوّته ،وقاهرا للمبعوث إليهم ،ونلحظ أن سليمان قدّم الدعاء بطلب المغفرة ،وآخر الدعاء بطلب الملك ،وقد نتساءل: كيف يهتم رسول آمين بمطالب دنيوية ؟والجواب: أن سليمان كان مشغولا بنشر الدعوة ،وتبليغ الرسالة إلى المماليك المجاورة ،فطلب من الله تعالى أمرا عظيما معجزا ،ليساعده في إعلاء كلمة الله ،ونشر العدالة بين الناس ،وإنصاف المظلوم ،وتنفيذ شرع الله على الوجه الأكمل .