وقوله: ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ) .
بعد الحديث عن الكافرين وما أعد الله لهم من شديد الويل والثبور يأتي الحديث عن أهل الإيمان الذين لا تقف بهم الحال عند الاعتقاد المحشور في النفس ،بل إنهم يقرنون إيمانهم وعقيدتهم بالعمل السديد المشروع .فهم بذلك عاملون نشطون لفعل الصالحات وممارسة كل وجوه الخير من القول أو العمل .أولئك الذين قد أعدّ الله لهم خير الجزاء والعطاء في جنّات عامرة وارفة ممتدة ،فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا طرأ على قلب بشر .ومن بين ذلك الأنهار الجارية المنسابة من الماء والعسل وغيرهما .ثم الأزواج الصالحات الطاهرات وهن المبرآت عن عيوب الأذى والرذيلة اللواتي تتحقق فيهن كل ظواهر الصلاح من خلق وبهاء وود .
قوله: ( وندخلهم ظلا ظليلا ) هو الظل الكثيف الرخيّ الطيّب الذي لا يتخلله الحر أو البرد .وقيل: ذلك كناية عن الراحة التي ينعم خلالها المؤمنون المتقون في الجنة تغشاهم نسائم ندية من رحمات الله العاطرة الزكية .لا جرم أن ذلك غاية الراحة والسكينة والحبور والرضا .