{لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ( 36 ) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ}{أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ} بدل من{الْأَسْبَابَ} أو عطف بيان له{[4019]} و{أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ} أي طرقها وأبوابها وما يؤدي إليها .فكل ما أداك إلى شيء فهو سبب إليه وذلك كالرشاء ونحوه .
والفائدة من تكرير الأسباب تفخيم شأنها ،والتأكيد على أنه قصد أمرا عظيما .
قوله:{فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} جواب الأمر في قوله:{ابْنِ لِي} فنصب بأمن مضمرة بعد الفاء{[4020]} والمعنى: فأنظر إلى إله موسى .وهذا من فرط طغيانه وبالغ عتوه وتمرده{وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} أي في كونه نبيا وفي زعمه الإلهية لغيري .
قوله:{وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} الكاف صفة لمصدر محذوف ؛أي ومثل ذلك التزيين والصد عن سبيل الله{زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} فقد زيّن له الشيطان بوسوسته سوء فِعاله من الكفر والاستكبار وفرط الغرور وزعمه أنه إله .فقد كان عاتيا متجبرا مضلاًّ ؛إذ صد عن سبيل الحق ،سبيل الله المستقيم .
قوله:{وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ} التباب ،الهلاك والخسران أي ما يكيده فرعون لدين الله بالصد وللمستضعفين بالقهر والإذلال ،إنما مصيره الخسران ولن يدفع عنه ذلك من ينتظره من سوء المصير ،في الدنيا حيث التغريق الشنيع ،وكذلك في الآخرة حيث النار وبئس القرار .