/م36
المفردات:
تباب: خسران وهلاك ،ومنه:{تبت يدا أبي لهب وتب} . ( المسد: 1 ) أي: هلكت أو خسرت .
37-{أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب} .
أي لعلّي أصل إلى طرق السماء أو أبوابها ،فإذا وصلت إليها بحثت عن إله موسى .
"وهو لا يريد بذلك إلا التمويه والتخطيط والتلبيس على قومه ،فكأنه يقول لهم: لو كان إله موسى موجودا لكان له محلّ ،ومحله إمّا في الأرض وإما في السماء ،ولم نره في الأرض فينبغي أن يكون في السماء ،والسماء لا يتوصل إليها إلا بسلم"{[622]} .
وما عَلْمَ هذا الفرعون أن الله تعالى لا يحدّه مكان ،فالإله سبحانه ليس كمّا ولا كيفا وليس له طول أو عرض ،بل هو علة العلل ،وهو سر وجود الكون .
قال تعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} . ( الشورى: 11 ) .
وبمثل هذه المغالطة:{زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب} .
لقد زين الشيطان لفرعون عمله الرديء في تكذيب الحق والمغالطة ،وخداع الجماهير حتى تظل تابعة له ،وقد سلبه الله الهدى: فعاش ضالا عن سبيل الحق ونور الإيمان .
وقد أحبط الله كيد فرعون ،وثَلَّ عرشه ،ومات غريقا في ماء النيل ،ونجّى الله جثته لتحنّط وتظل آية وعبرة لكل الظالمين .