قوله:{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} لما جاءهم المرسلون بالآيات من عند الله ،وبالحجج والبراهين الظاهرة{فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ}{مِنَ} للتبيين ،وفيه وجهان: أحدهما ،أنه تبيين لقوله:{ما} أي فرحوا بالشيء الذي عندهم من العلم .وثانيهما: أنه تبيين للبينات .والوجه الأول أولى بالصواب{[4038]} .
والمراد بالذين فرحوا ،الكافرون من الأمم السابقة ،فقد أخذهم الغرور والجهالة وظنوا أنهم أولو علم يستغنون به عما جاءهم به النبيون ،فلم يلتفتوا إليهم بل كذبوهم وأذوهم وتولوا عنهم مدبرين .وظنوا – واهمين – أنهم مستغنون بعلمهم عنهم .من أجل ذلك أخذهم الله بالعذب والنكال .وهو قوله:{وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي نزل بهم ،أو أحاط بهم ما كانوا يستهزئون به ويستبعدون وقوعه وهو العذاب .