{فَلَمَّا جَآءَتهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} رفضوا الرسالة ولم ينفتحوا على البينات ،وواجهوا الدعوة بطريقةٍ غير مسؤولةٍ ،واستخدموا أساليب السخرية والاستهزاء ..واستسلموا للجوّ الفرح اللاّهي العابث .
{فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ} الذي اكتسبوه من تجاربهم ،ومن الخبرة العملية التي أوجدت لديهم انتفاخاً ذاتياً في الشخصية ،بحيث ابتعدوا عن الموضوعية في تقويم الأمور ومحاكمة الأفكار في جوٍّ من الطغيان العلمي ،فإن للعلم طغاته ،ويتجلى في ما يتبناه هؤلاء من نظرةٍ فوقيةٍ إلى الآخرين ،بحيث لا يعترفون لغيرهم بأي موقعٍ علميّ ،بل يواجهونه بالهزء والسخرية ،فكان جزاؤهم على ذلك الأسلوب الساخر بالرسالة ،وبالإِنذار لعذاب الله وبالمعاد ،أن حمّلهم الله مسؤولية ذلك ،{وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئونَ} من عذاب الله في الدنيا .