ومثل هذا الإيمان لا يعني صاحبه ولا ينفعه وهو لا يدفع عن المشركين داهية العذاب الأليم .وهو قوله سبحانه{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ}{سُنَّةَ} منصوب على المصدر .وفعله سنّ يسنُّ سنًّا وسنةً .
والمعنى: أن الله قد سنّ في الكافرين ،أو حكم فيهم أنه لا ينفعهم الإيمان إذا عاينوا العذاب .وبذلك فإن التوبة عقب رؤية العذاب لا تقبل .وفي الحديث:"إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "وذلكم هو حكم الله في الذي يتوب عند معاينة العذاب ،فإن توبته لا قيمة لها .
وقيل:{سُنَّةَ} منصوب على التحذير ؛أي احذروا سنة الله في إهلاك الكافرين .
قوله:{وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} إذا نزل العذاب بالكافرين فرأوه وعاينوه أيقنوا حينئذ أنهم خاسرون هلكى وأنهم صائرون إلى العذاب المقيم في النار ،فبئس النُّزُلُ والقرار .{[4039]}