قوله تعالى:{وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ( 32 )} .
ذلك بيان من الله عن آية من آياته ،أي علاماته الدالة عن عظيم قدرته وسلطانه .وذلك في قوله:{وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} ( الجواري ) هي السفن التي تجري في البحر ومفردها جارية .وقد شبهها لعظمها وضخامتها بالأعلام ،وهي الجبال .
وهذه ظاهرة من ظواهر الطبيعة التي أبدعها وهي ظاهرة الطَّفْو على سطح الماء .وهي خصيصة من خصائص الماء وميزة من ميزاته ،لا تتحقق في غيره من السوائل أو المائعات .فأيما جسم تقل كثافته عن كثافة الماء ؛فإنه يطفو على وجه الماء بقدرة الله الذي ذرأ في الأشياء طبائعها وخصائصها وصفاتها .