قوله:{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ} المؤمنون يستجيبون لله فيبادرون بالطاعة وفعل الصالحات .وفي مقدمة ذلك أن يقيموا الصلاة{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} وهذه واحدة من خصال المؤمنين الصادقين الطائعين ؛فإنهم يتشاورون فيما بينهم في سائر أمورهم سواء في أحوال السلم أو في أحوال الحرب .فديدن المؤمنين الصادقين الأوفياء أنهم يتشاورون في سائر أمورهم ليخلُصوا إلى القول السديد ،أو الرأي السليم النافع بعيدا عن ظواهر الطغيان في الرأي والاستبداد به والاستئثار .
قوله:{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أي يبذلون مما أعطاهم الله من أموال في وجوه الخير فيتصدّقون به على الفقراء والعالة والمحاويج .وهذه واحدة من خصال المؤمنين المتقين الذين يَسْتَعْلُون على الأثرة والشح وعلى الضن بالمال على الضعفاء ؛إنهم أسخياء كرماء يبذلون أموالهم في سبيل الخير على اختلاف وجوهه ومناحيه ،وهم في ذلك لا يبتغون من الناس ثناءهم وشكرهم ،وإنما يبتغون به مرضاة الله وحده والفوز بالسعادة والنجاة في الآخرة .