/م36
المفردات:
استجابوا لربهم: أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة .
وأمرهم شورى بينهم: شأنهم التشاور ومراجعة الآراء في أمورهم .
التفسير:
38-{والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} .
والذين استجابوا لأمر الله تعالى ودخلوا في دين الإسلام .
{وأقاموا الصلاة ...} وحافظوا على إقامة الصلاة في أوقاتها ،وخص الصلاة بالذكر لأنها أعظم أركان الإسلام ،وهي صلة بين العبد وربه ،وهي عماد الدين ،من أقامها كان حريا أن يقيم أمور الدين ،ومن هدمها كان حريا أن يهدم الدين .
{وأمرهم شورى بينهم ...} أي: هم ملتزمون بالشورى في الأمور العامة كالحرب وشئون الدولة ،والشئون الخاصة كنظام الأسرة وما يتصل بشئون الجماعات والأفراد ،وقد حث القرآن على الشورى ومدحها ،وسمى هذه السورة المكية باسم ( الشورى ) كما ذكر الشورى في سورة ( آل عمران ) وهي سورة مدنية .
قال تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} .( آل عمران: 159 ) .
وأخرج عبد بن حميد ،والبخاري في الأدب المفرد ،وابن المنذر ،عن الحسن قال: ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم ،ثم تلا:{وأمرهم شورى بينهم ...}
ولقد كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس مشورة لأصحابه ،فقد استشارهم عند الخروج لغزوة بدر ولغزوة أحد ،وفي غزوة الأحزاب عمل بمشورة الأنصار ،وتراجع عن إعطاء هوازن ثلث ثمار المدينة عندما قالت الأنصار: لا نعطيهم إلا السيف ،وكان الخلفاء الراشدون يحرصون على الشورى خصوصا ما لا نص فيه ،مثل كتابة المصحف ،وحروب الردة ،وعدم توزيع أرض السواد بالعراق على الفاتحين ،وتضمين العمال إذا أتلفوا ما بأيديهم لشدة حاجة الناس إليهم ،وكتابة الحديث النبوي الشريف في عهد خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز ،وغير ذلك .
{ومما رزقناهم ينفقون} .
أي: ينفقون مما أعطاهم الله من المال أو العلم أو الجاه ،بإخراج الزكاة أو الصدقة أو الإحسان إلى خلق الله .
/خ43