قوله:{فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} ذلك أمر من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالتأسي بإخوانه المرسلين الذين احتملوا المكاره والشدائد وصبروا على مساءات أقوامهم وشرورهم .وخص منهم أرباب الثبات والبأس وقوة الاحتمال وهم أولو العزم ،أي الحزم والصبر والثبات ،وهم على الراجح خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام .
قوله:{ولا تستعجل لهم} أي بالدعاء عليهم أن يحيق بهم العذاب بل اصبر واحتمل كما صبر المرسلون المقربون أولو الجد والهمم العالية ،فعسى أن يؤمنوا فتنشأ عنهم أمم وأجيال على منهج الله وعقيدة الإسلام .
قوله:{كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار} إذا عاين الخاسرون النار وأيقنوا أنها مستقرهم ومأواهم أحسوا حينئذ كأنهم لم يلبثوا في دنياهم غير ساعة من ساعات النهار{بلاغ} مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف وتقديره: هذا بلاغ .ويجوز النصب على أنه مصدر{[4221]} يعني هذا الذي وعظتم به فيه كفاية لكم من الذكرى .
قوله:{فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} أي هل يهلك إلا الخارجون عن أمر الله أو عن الاتعاظ بهذا البلاغ والعمل بمقتضاه .وبذلك لا يهلك بعذاب الله إلا الضالون الخارجون عن طاعة ربهم .وقيل: لا يهلك على الله إلا هالك .وقيل: هذه الآية أقوى آية في الرجاء{[4222]} .