قوله:{قل ما كنت بدعا من الرسل} أي ما كنت أول رسل الله الذين أرسلهم إلى الناس ،فقد كان من قبلي مرسلون كثيرون أرسلهم الله إلى أمم مختلفة من قبلكم فلا ينبغي أن تنكروا إخباري بأني رسول الله إليكم ،ودعائي لكم أن تفردوا الله وحده بالعبادة والإذعان ،فإن الرسل جميعا إنما بعثوا من أجل ذلك .وقيل: كان المشركون يعيبون الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق وبأن الذين اتبعوه هم من الفقراء ،فبين الله لهم أن المرسلين كلهم كانوا على هذه الصفة ولا يقدح ذلك في نبوته وصدقه فيما يقوله لهم .
قوله:{وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} أي لا علم لي بالغيب عما يفعله الله بي وبكم فيما يستقبل من الزمان .فما أدري ما يصر إليه أمري وأمركم في هذه الدنيا ؟فمن الغالب منا ومن المغلوب ؟وهل تؤمنون أم تكفرون ؟وهل تعاجلون بالعذاب أم تمهلون ؟وذلك كله من أمر الدنيا .أما في الآخرة فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه في الجنة حقا ،بل إنه في الذروة السامقة من الفردوس الأعلى يوم القيامة .
قوله:{إن أتبع إلا ما يوحى إلي} يعني ما أتبع فيما أبلغكم به وأدعوكم إليه وأحذركموه إلا يوحي به إلي ربي{ومآ أنا إلا نذير مبين} أي لست إلا مبلغا لكم دعوة ربي ومحذركم عصيانه وشديد عقابه{[4202]} .