قوله:{أم يقولون افتراه}{أم} المنقطعة بمعنى بل أيقولون افتراه .والاستفهام للإنكار والتعجيب من صنعهم .وبل ،للإضراب عن ذكر تسميتهم الآيات سحرا ،إلى ذكر قولهم إن محمدا افتراه .وفي ذلك توبيخ لهم شديد ،وتقريع .
قوله:{قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا} أي قل لهم يا محمد إن افتريت هذا القرآن من تلقاء نفسي أو تخرّصته على الله كذبا فإنكم لا تغنون عني من الله شيئا إن عاقبني جزاء افترائي وتخريصي ،ولستم بقادرين على أن تدفعوا عني ما ينزل بي من عذاب الله إن أصابني .
قوله:{هو أعلم بما تفيضون فيه}{تفيضون} من الإفاضة وهي الاندفاع .أفاضوا في الحديث أي اندفعوا فيه{[4201]} ،والمعنى: هو أن الله أعلم ممن سواه بما تخوضون فيه من التكذيب بينكم لهذا القرآن .أو بما تقولونه فيه من الافتراء الباطل .
قوله:{كفى به شهيدا بيني وبينكم}{شهيد} منصوب على التمييز ،أي كفى بالله شاهدا علي وعليكم بما تقولونه من تكذيب لي فيما جئتكم به من عند الله ،ومن افترائكم الباطل على القرآن ،فالله جل وعلا يعلم أني صادق فيما جئتكم به وأنكم أنتم المبطلون{وهو الغفور الرحيم} الله يغفر الذنوب للتائبين عن الشرك والمعاصي .وهو الرحيم بعباده المؤمنين فيكتب لهم التوفيق و السعادة في الدنيا والآخرة .