( أم يقولون افتراه ) يعنون:محمدا - صلى الله عليه وسلم - . قال الله [ تعالى] ( قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ) أي:لو كذبت عليه وزعمت أنه أرسلني - وليس كذلك - لعاقبني أشد العقوبة ، ولم يقدر أحد من أهل الأرض ، لا أنتم ولا غيركم أن يجيرني منه ، كقوله:( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته ) [ الجن:22 ، 23] ، وقال تعالى:( ولو تقول علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين . فما منكم من أحد عنه حاجزين ) [ الحاقة:44 - 47] ; ولهذا قال هاهنا:( قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم ) ، هذا تهديد لهم ، ووعيد أكيد ، وترهيب شديد .
وقوله:( وهو الغفور الرحيم ) ترغيب لهم إلى التوبة والإنابة ، أي:ومع هذا كله إن رجعتم وتبتم ، تاب عليكم وعفا عنكم ، وغفر [ لكم] ورحم . وهذه الآية كقوله في سورة الفرقان:( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا . قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما ) [ الفرقان:5 ، 6] .