قوله:{فاعلم أنه لا إله إلا الله} يبين الله لرسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل التأكيد والتعظيم لجلاله وكماله أنه لا تصلح الإلهية إلا له وحده ،وما ينبغي لأحد أن يكون معبودا سواه .وقيل: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد به أمته .
قوله:{واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} والذنب بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يراد به ترك الأفضل .على أن الاستغفار في ذاته عبادة عظمى يتقرب بها المؤمن من ربه .لا جرم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرب المقربين إلى الله بعظيم تقواه و بالغ طاعته و استغفاره .وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني ،اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي ".وفي الصحيح أنه كان يقول في آخر الصلاة:"اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ،وما أسررت وما أعلنت ،وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ،أنت إلهي لا إله إلا أنت "وفي الصحيح أنه قال: "يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ".
وروى أبو يعلى بإسناده عن أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار ،فأكثروا منهما ،فإن إبليس قال: إنما أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار ،فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالإغواء فهم يحسبون أنهم مهتدون ".
قوله:{والله يعلم متقلبكم ومثواكم} أي يعلم تصرفكم في النهار ومستقركم في الليل .وقيل: متقلبكم في الدنيا ومثواكم في الآخرة{[4237]} .