/م16
المفردات:
متقلبكم: تصرفكم وتقلبكم لأشغالكم في الدنيا .
ومثواكم: إما سكونكم ومأواكم إلى مضاجعكم في الليل ،وإما مأواكم في الجنة أو النار .أي: هو عالم بجميع أحوالكم في الدنيا والآخرة ،لا يخفى عليه شيء منها .
التفسير:
19-{فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم} .
الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،والمراد كل من يتأتى منه العلم ،أي: ازدد يقينا وعلما وإيمانا بأن الكون جميعه ليس له إلا إله واحد ،هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد ،وكرر الاستغفار والتوبة والإنابة وطلب المغفرة ،وستر الذنوب ومحو السيئات ،وتثبيت الحسنات ،وادع الله أن يغفر لك وللمؤمنين والمؤمنات .
وقد أورد ابن كثير في تفسيره طائفة من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تدل على فضل الاستغفار ،ومنزلته العالية في مغفرة الذنب ،ومن هذه الأحاديث ما يأتي: -
في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر الصلاة: ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ،وما أسررت وما أعلنت ،وما أسرفت ،وما أنت أعلم به مني ،أنت إلهي لا إله إلا أنت ) .
وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يا أيها الناس ،توبوا إلى ربكم فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) .
{والله يعلم متقلبكم ومثواكم} .
والله تعالى مطلع وعالم بمتقلبكم وتصرفاتكم في نهاركم ،ويعلم ،{مثواكم} .ومستقركم في ليلكم .
كقوله تعالى:{وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ...} ( الأنعام: 60 ) .
وقوله سبحانه:{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} .( هود: 6 ) .
وعن ابن عباس قال:{متقلبكم} .في الدنيا ،{ومثواكم} .في الآخرة .
وقال السدي:{متقلبكم} .في الدنيا ،{ومثواكم} .في قبوركم .
وأرى أن الآية تتسع لتناول الوجوه المذكورة كلها ،فالله سبحانه مطلع وعالم بحركاتنا بالنهار ومثوانا بالليل ،وهو عالم في نفس الوقت بحركتنا وعملنا في الدنيا ،ومثوانا في قبرونا ،ومآلنا في آخرتنا ،والله أعلم .