قوله:{فورب السماء والأرض إنه لحق} يقسم الله بنفسه وهو خالق السماء والأرض ومالكهما على أن ما قاله للناس من أن رزقهم في السماء وما يوعدون من خير وشر ،لهو حق{مثل ما أنكم تنطقون} مثل ،منصوب على الحال .وما زائدة{[4333]} .والمعنى أن هذا لهو الحق كما أنكم تتكلمون أو كمثل نطقكم .
وعن الأصمعي قال: أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له فقال: ممن الرجل ؟قلت: من بني أصمع .قال: من أين أقبلت ؟قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمان .فقال: اتل علي منه شيئا .فقرأت{والذاريات ذروا} إلى قوله:{وفي السماء رزقكم} فقال: يا أصمعي حسبك !فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر .وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى .فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف .فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق ،فالتفت فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر ،فسلم علي واستقرأ السورة .فلما بلغت الآية صاح وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا .ثم قال: وهل غير هذا .فقرأت فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} فصاح وقال: يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ،لم يصدقوه بقوله حتى لجأوه إلى اليمين .قالها ثلاثا وخرجت معها نفسه{[4334]} .