قوله:{وأنه هو أضحك وأبكى} هذه خصّيصة لا تتجلى في غير الإنسان من الخلائق .ومزيّة الضحك والبكاء اللتين انفرد بهما الإنسان لا جرم أنهما من تقدير الله ومشيئته ،إذ ذرأ في ابن آدم مركبات الضحك والبكاء العضوية والنفسية والفطرية ،تلك المركبات التي تهيجها أسباب الضحك والبكاء الخارجية ،كالأفراح والأتراح ،والمباهج والأحزان ،والتغيظ والسرور ،والاغتمام والحبور .وتلكم خصائص وأسباب ومركبات لم تكن في غير الإنسان من أصناف الخلق وهذه ظاهرة من ظواهر كثيرة عجاب تزجي بالدليل على عظمة الخالق الصانع الحكيم .