/م33
43-{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} .
أي: خلق سبب الضحك والبكاء ،وهما مختلفان ،فهو سبحانه أضحك بعض عباده بما يبعث على فرحهم وسرورهم ،وأبكى بعض عباده مما يبعث على حزنهم وبكائهم .
أو المعنى:
إنه سبحانه أضحك وأبكى من الأمر الواحد ،صاحبه نفسه يضحك اليوم من الأمر ،ثم تواجهه عاقبته غدا أو جرائره فإذا هو باك ،يتمنى أن لم يكن فعل ،وأن لم يكن ضحك ،وكم من ضاحك في الدنيا باك في الآخرة ،حيث لا ينفع البكاء ،وكم من فقير أعطاه الله الفرح والسرور والغبطة والحبور ،وكم من غني مُني بالخوف والحسرة ،والتردد والأحزان والبكاء ،فالسعادة والشقاء ،أو الضحك والبكاء ،وغيرها من المشاعر ،منح موزعة لا تخضع لمقاييس البشر ،فكم من عاقل رزقه قليل ،وكم من جاهل رزقه كثير ،كما يقول الشاعر:
ومن الدليل على القضاء وحكمه *** بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق