/م33
المفردات:
المنتهى: انتهاء الخلق ورجوعهم إلى الله تعالى .
التفسير:
42-{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} .
إليه سبحانه نهاية كل مخلوق ،حيث يكون حسابه مع عالم الغيب والشهادة ،وتلك فكرة الإسلام: إن الإنسان من أول حياته إلى آخرها يعلم أن النهاية والحساب والجزاء والثواب والعقاب سيكون أمام الله ،الحكم العدل ،سريع الحساب ،الذي لا يظلم مثقال ذرة .
قال تعالى:{وجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا} .( الكهف: 49 ) .
وقيل: معنى:{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} .
أي: إننا نتفكر في خلق الله ،ولا نتفكر في ذات الله ،فالله منزه عن الكم والكيف والطول والعرض ،لا يحدّه مكان ،ولا يحويه زمان ،بل هو فوق المكان والزمان ،هو أول بلا ابتداء ،حيث كان الله ولا شيء معه ،وهو آخر بلا انتهاء ،فالخلائق تفنى كلها ،والله باق لا يموت .
قال تعالى:{كل من عليها فان*ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} .( الرحمن: 26-27 ) .
وقال سبحانه وتعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} .( الشورى:11 ) .
فالله تعالى ليس جسما ولا حالا في جسم ،ولا يشبه الحوادث ،وهو متصف بكل كمال ومنزه عن كل نقص ،وهو علة العلل ،يخلق ولا يُخلق ،يجير ولا يجار عليه ،لا معقب لأمره ،ولا رادّ لقضائه .
قال تعالى:{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} .( الحديد: 3 ) .
وفي الحديث الذي رواه أصحاب السنن:"تفكروا في مخلوقات الله ،ولا تتفكروا في ذات الله ..."xv
وفي الصحيح:"يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا ؟من خلق كذا ؟حتى يقول: من خلق ربك ؟فإذ بلغ أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينْته "xvi .