{وأنه هو أضحك وأبكى} هل المراد حقيقة الضحك ،أو المراد لازم ذلك وهو الفرح ،وكذلك يقال في أبكى: هل المراد حقيقة البكاء ،أو المراد الحزن ،إذا نظرنا إلى ظاهر اللفظ قلنا: الضحك الحقيقي ،والضحك الحقيقي لا ينشأ إلا عن سرور ،وأبكى البكاء الحقيقي ،وهو لا يحصل إلا عن حزن ،فالله تعالى أضحك في الدنيا وأبكى ،وأضحك في الآخرة ،وأبكى ،والكفار في الدنيا يضحكون على المسلمين ،وعلى المؤمنين{إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون} لكن هذا الضحك سيعقبه بكاء يوم القيامة{فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} فالذي أضحك في الدنيا وأبكى ،والذي أضحك في الآخرة وأبكى هو الله عز وجل ،إذاً هو مقدر ما يكون به الضحك ،ومقدر ما يكون به البكاء ،وأتى بالأمرين وهما متقابلان ،ليعلم بذلك أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ،وهو القادر على خلق الضدين ،