قوله:{لا يمسّه إلا المطهرون} الجملة صفة ،والموصوف يحتمل وجهين: أحدهما: أنه الكتاب المكنون وهو الللوح المحفوظ .فإنه لا يمسه إلا من كان مطهرا من الأدناس وهم الملائكة المقربون .وثانيهما: أنه القرآن ،فيكون المعنى: لا ينبغي أن يمس القرآن من الناس إلا من كان مطهرا من الجنابة والحدث ،ولفظ الآية خبر ومعناه الطلب ،وهذا هو الأظهر والراجح .فقد روى مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم"نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ،مخافة أن يناله العدو "وكذلك ما أخرجه مالك في موطئه عن عمرو بن حزم أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم"أن لا يمس القرآن إلا طاهر ".