/م75
المفردات:
لا يمسه إلا المطهرون: المنزهون عن دنس الحظوظ النفسية .
التفسير:
79-{لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} .
لا يمس ذلك الكتاب المكنون إلا الملائكة الأبرار الأطهار ،الذين طهّرت نفوسهم ،فهو بعيد كل البعد عن الشياطين .
قال تعالى:{في صحف مكرمة*مرفوعة مطهرة*بأيدي سفرة*كرام بررة} .( عبس: 13-16 )
وحين قالت قريش: تنزلت به الشياطين ،أخبر الله تعالى عنه قائلا:
{وما تنزلت به الشياطين*وما ينبغي لهم وما يستطيعون*إنهم عن السمع لمعزولون} .( الشعراء: 210-212 ) .
وقال الفرّاء: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به .
وذهب آخرون على أن معنى:
{لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} .
لا يمس هذا القرآن إلا المطهرون من الحدث الأصغر والحدث الأكبر ، "قالوا: ولفظ الآية خبر ومعناها الطلب "xviii
أي: لا ينبغي أن يمسّ القرآن إلا من هو على طهارة .
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف ،وابن المنذر ،والحاكم ،عن عبد الرحمن بن زيد قال: كنا مع سلمان الفارسي ،فانطلق إلى حاجة ،فتوارى عنا ،ثم خرج إلينا ،فقلنا: لو توضأت ،فسألناه عن أشياء من القرآن ،فقال: سلوني فإني لست أمسّه ،إنما يمسّه المطهرون ،ثم تلا: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ .ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا .
قال المراغي في تفسيره:
وقد ذهب جمهور العلماء إلى منع المحدث عن مس المصحف ،وبذلك قال علي وابن مسعود وسعد ابن أبي وقاص ،وجماعة من الفقهاء منهم مالك والشافعي .
ورُوي عن ابن عباس ،والشعبي ،وجماعة منهم أبو حنيفة ،أنه يجوز للمحدث مسّه .( يراجع شرح المنتقى للشوكاني ) .
وقال الحسين بن الفضل: المراد أنه لا يعرف تفسيره وتأويله إلا من طهره الله من الشرك والنفاق . xix