وفي ثالث وصف له يقول سبحانه: ( لا يمسّه إلاّ المطهّرون ){[5037]} .
ذكر الكثير من المفسّرينتماشياً مع بعض الرّوايات الواردة عن الأئمّة المعصومينبعدم جواز مسّ ( كتابة ) القرآن الكريم بدون غسل أو وضوء .
في الوقت الذي اعتبر بعض آخر أنّها إشارة إلى الملائكة المطهّرين الذين لهم علم بالقرآن ،ونزلت بالوحي على قلب الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مقابل قول المشركين الذين كانوا يقولون: إنّ هذه الكلمات قد نزلت بها الشياطين على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
كما اعتبر بعضهم أنّها إشارة إلى أنّ الحقائق والمفاهيم العالية في القرآن الكريم لا يدركها إلاّ المطهّرون ،كما في قوله تعالى: ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتّقين ){[5038]} .
وبتعبير آخر فإنّ طهارة الروح في طلب الحقيقة تمثّل حدّاً أدنى من مستلزمات إدراك الإنسان لحقائق القرآن ،وكلّما كانت الطهارة والقداسة أكثر كان الإدراك لمفاهيم القرآن ومحتوياته بصورة أفضل .
إنّ التفاسير الثلاثة المارّة الذكر لا تتنافى مع بعضها البعض أبداً ويمكن جمعها في مفهوم الآية مورد البحث .
/خ82