قوله تعالى:{قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنسفه ومن عمى فعليها وما أنا عليكم بحفيظ ( 104 ) وكذلك نصرف الأيت وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون} البصائر جمع بصيرة ،وهي الحجة والبينة والدلالة .
والله جل وعلا يبين لعباده أنه جداءهم منه آيات ودلائل تبصرهم بما ينفعهم ويدرأ عنهم السوء والخسران ويصير بهم إلى الفوز والنجاة .
قوله:{فمن أبصر فلنسفه ومن عمى فعليها} أي من تبين حجج الله وعرفها وأقر بها وأيقن دلالتها من توحيد الله وتصديق رسوله{فلنسفه} أي لنفسه أبصر وعرف الصواب واهتدى .أما من عمي عن هذه البينات والحجج ولم يستدل بها ولم يصدق بما دلت عليه من الإيمان بالله ورسوله فإلى نفسه أساء ،وعليها جنى جناية الجحود والعصيان .
قوله:{وما أنا عليكم بحفيظ} أي لست حافظا لكم من عذاب الله .وقيل: لست رقيبا عليكم فأحصي عليكم أعمالكم .وإنما أنا نذير لكم أبلغكم ما أرسلت به ،والله سبحانه وتعالى مجازيكم على أعمالكم .