قوله تعالى:{وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته وهو السميع العليم} صدقا وعدلا ،منصوبان على المصدر .وقيل: يجوز أن يكونا مصدرين في موضع الحال بمعنى صادقة وعادلة .وقيل: منصوبان على التمييز{[1255]} .وكلمة تعني الكلام والمراد به القرآن .وتمام الكلمة معناه كمال القرآن .ومن مقتضيات كماله أنه الصدق والعدل .فهو صادق في كل ما قص أو أخبر ،أو توعد أو أنذر .فالله تعالى لا يضاهيه ولا يدانيه في صور العدل والصدق أيما نظير ،لأنه أصدق الصادقين وأعدل العادلين .
قوله:{لا مبدل لكلمته} أي لا مغير لما أخبر في كتابه .فوعده الحق ،إذ لا خلف في وعده ولا رادا لقضائه .
قوله:{وهو السميع العليم} الله سميع لما يجري في العالمين من كلام وأحاديث فما من قول ينطق به الناطقون في العالمين ،من حق أو باطل أو افتراء أو لغو أو غير ذلك من وجوه الكلام ،إلا والله يسمعه .وكذلك فإن الله عليم بكل ما يقع في العالمين بل في الكون كله من أحداث أو أسرار ،يستوي في ذلك ما كان منطوقا مسموعا أو كان مهموسا خفيا{[1256]} .