قوله:{فقد كذبوا بالحق لما جاءهم} المراد بالحق القرآن .والفاء في قوله:{فقد} تفيد الترتيب .والمراد ترتيب ما بعدها على ما قبلها من المعاني .والمقصود أن هؤلاء المعاندين الجاحدين لما أعرضوا عن القرآن وكذبوا به وهو أعظم ما أنزل الله على العالمين من آيات ومعجزات ،فكيف لا يعرضون عن غيره من الدلائل الأخرى .
قوله:{فسوف يأتيهم أنبؤا ما كانوا به يستهزءون} المراد بالأنباء العذاب الذي أعده الله لهؤلاء الضالين .وهذا تهديد من الله لهم ووعيد شديد في مقابلة تكذيبهم وإعراضهم عن الحق فلسوف يذوقون وبال هذا الإعراض وهذا النكول .وسيظهر لهم وبال استهزائهم بهذا الدين وهذا القرآن العظيم عندما يحيق بهم الخزي في الدنيا عقيب ظهور الإسلام وعلو شأنه ،أو في الآخرة حيث العذاب الحارق الواصب .