ثمّ تشير الآية إِلى نتيجة أعمالهم ،وهي: أنّهم عندما رأوا الحقيقة كذبوها ،ولو أنّهم دققوا في آيات الله جيداً لرأوا الحقيقة وأدركوها وآمنوا بها: ( فقد كذبوا بالحقّ لمّا جاءهم ) ،ولسوف تصلهم نتيجة هذا التكذيب والسخرية: ( فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون ) .
في هاتين الآيتين إِشارة إِلى ثلاث مراحل من الكفر تتزايد في الشدّة على التوالي ،المرحلة الأولى هي مرحلة الإِعراض ،ثمّ مرحلة التكذيب ،وأخيراً مرحلة الاستهزاء بآيات الله .
يدل هذا على أنّ الإِنسان في كفره لا يتوقف في مرحلة واحدة ،بل يزداد باستمرار إِنكاراً للحق وعداوة له وابتعاداً عن الله .
المقصود من التهديد المذكور في آخر الآية أنّ أوزار عدم الإِيمان ستحيق بهم عاجلا أو آجلا في الدنيا والآخرة ،والآيات التّالية تؤكّد هذا التّفسير .