قوله:{وما على الذين يتقون من حسبهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون} قال ابن عباس في سبب نزول هذه الآية: قال المسلمون: لئن كنا كلما استهزأ المشركون بالقرآن وخاضوا فيه قمنا عنهم لما قدرنا على أن نجلس في المسجد الحرام وأن نطوف بالبيت .فنزلت الآية وحصلت الرخصة فيها للمؤمنين بأن يقعدوا معهم وأن يذكروهم ويبينوا لهم .
وقوله:{وما على الذين يتقون من حسبهم من شيء} أي ليس على هؤلاء الذين{يتقون} أي يجتنبون الشرك والكبائر والفواحش{من حسبهم من شيء} أي ليس عليهم إثم من آثام أولئك الخائضين الظالمين .من ،زائدة للاستغراق .
وقوله:{ولكن ذكرى} لكن استدراك من النفي السابق .أي ولكن عليهم أن يذكروهم{لعلهم يتقون} أي يتقون الله فينتهون عما هم فيه من الخوض والطعن في آيات الله .وقيل: نسخ هذا الحكم بقوله تعالى:{إذا سمعتم ءايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره} وإنما كانت الرخصة قبل الفتح وكان الوقت وقت تقية{[1196]} والأظهر أن الآية غير منسوخة والمعنى أنه ليس عليكم إثم من إثمهم بل عليكم تذكيرهم وزجرهم فإن أبوا فما حسابهم إلا على الله .وقوله:{ذكرى} في محل نصب على المصدر .وقيل: في محل رفع مبتدأ ،خبره محذوف .أي ولكن عليهم ذكرى{[1197]} .