وقوله:( وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ) أي:إذا تجنبوهم فلم يجلسوا معهم في ذلك ، فقد برئوا من عهدتهم ، وتخلصوا من إثمهم .
قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن أبي مالك وسعيد بن جبير ، قوله:( وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ) قال:ما عليك أن يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك ، أي:إذا تجنبتهم وأعرضت عنهم .
وقال آخرون:بل معناه:وإن جلسوا معهم ، فليس عليهم من حسابهم من شيء . وزعموا أن هذا منسوخ بآية النساء المدنية ، وهي قوله:( إنكم إذا مثلهم ) [ النساء:140] . قاله مجاهد والسدي وابن جريج ، وغيرهم . وعلى قولهم ، يكون قوله:( ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) أي:ولكن أمرناكم بالإعراض عنهم حينئذ تذكيرا لهم عما هم فيه ; لعلهم يتقون ذلك ، ولا يعودون إليه .