قوله:{الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمناهم بظلم} أي المؤمنون الذين لم يخالطوا إيمانهم بشرك بل أخلصوا عبادتهم لله وحده لا شريك له .فهؤلاء هم الآمنون الذين تطمئن قلوبهم فلا يعتريهم يوم القيامة خوف ولا حزن ولا رهب .وهم الذين هداهم الله إذ كتب لهم الهداية بسلوكهم طريق السلامة والنجاة ولذلك قال:{أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} .
وفي الصحيحين عن ابن مسعود لما نزلت{الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم نفسه ؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه:{يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} فالمراد بالظلم الشرك .وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"إنما هو الشرك ".