ثم يحدد الفريق الآمن ،إنهم{الَّذِينَ ءَامَنُواْ} ولم يخلطوا{إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الاَْمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ} هؤلاء هم أصحاب الإيمان الصافي الذي لا يشوبه شيء .
والظلم هنا في الآية ينطلق من خلال مفهومه العام الذي يمثل التصرف الذي لا يملك الإنسان معه أيّ حقٍّ أو شرعيّةٍ ،وبهذا أطلق الظلم على الشرك في قوله تعالى:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [ لقمان:13] وأطلق على المعصية وعلى العدوان ،لأن كل هذه الأمور تمثل التعدي على ما لله من حقٍّ في التوحيد وفي الطاعة ،كما تمثل التعدي على حقوق العباد .أمّا مصداقه هنافي موضوع الآيةفهو الشرك .ولكن الآية توحي بالمعنى الأوسع الذي يحتوي الموقف الإيماني كله في ما يريده الله من الصفاء والنقاء في العقيدة وفي العمل ،فهذا هو الذي يوحي بالأمن ،وهو الذي يلتقي بخطّ الهدى .