قوله:{لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة} كرر ذلك ذلك للتوكيد .أي لقد كان لكم قدوة حسنة في إبراهيم والذين آمنوا معه .وذلك لمن كان يرجو لقاء الله ويرجو النجاة من حسابه وعذابه يوم القيامة وذلك تهييج للمؤمنين كي يتأسوا بخليل الله إبراهيم في مباينته المشركين وفي تركهم وعدم موالاتهم أو موادعتهم .
قوله:{ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} يعني من يعرض عن الإسلام ولم يقبل النصيحة والموعظة فوالى أعداء الله وصانعهم وألقى إليهم المودة فإن الله غني عنه وعن إيمانه وطاعته .وما يعبأ الله بالخلق لو كفروا كلهم .والله عز وعلا{الحميد} أي المحمود في ذاته وصفاته وآلائه{[4516]} .